Friday, November 11, 2011

ماذا تعرف عن علم الأستلزام؟؟؟


هل سبق لك أن سمعت عن هذه النظرية المسماه "بنظرية الأستلزام" أو "علم الأستلزام"؟؟؟؟؟ طبعاً لا ، لأن هذا العلم أو هذه النظرية من ندرتها أصبح الناس لا يعرفون معني الكلمة أو المصطلح ذات نفسه. و بالرغم من ذلك فأن هذه النظرية هي أكثر النظريات أستخداماً في زمننا هذا و في كل بلد في العالم. هل هذا يثير عجبكم و أستغرابكم؟ فلنشرح أذن

ما هو علم الأستلزام؟؟ علم الأستلزام أو نظرية الأستلزام هي استراتيجية ممنهجة تقوم بها الدول و الحكومات -جميع دول و حكومات العالم- لتجنيد عقول و ضمائر أبناء شعبها حتي تستطيع تحريكه حيثما أرادت و كيفما أرادت و في أي وقت أردت. و عندما تنجح الحكومات في ذلك تجعل المواطن العادي منقاداً لها و مدافعاً عنها دون أن يُطلب منه ذلك. و لعل نظرية الأستلزام بلغت من القدم ما يجعلنا لا نستطيع تحديد بدأية أستخدامها علي وجه الدقة ، و لكن من المؤكد أننا نستطيع الجزم بأن علم الأستلزام قد تبلور حتي أصبح في صورته الحالية من خلال أستلهام الذين طوروه من النظرية الجوبلزية -نسبة الي جوبلز وزير الدعاية في العصر النازي لهتلر- و الذي قال في نظريته "أكذب ، ثم أكذب ، ثم أكذب حتي يصدقك الناس" و ليس هناك شك ان هذه المقولة قد آثرت بصورة مباشرة في تطور نظرية الأستلزام

و يمكنني أن أقدم لكم بعض الأمثلة التي تشرح لكم هذه النظرية

كنت دائماً ما أشتبك في الحديث مع بعض أصدقائي أو معارفي أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ، حينما أذكر لهم أن هذا الرجل دمر مصر و المصريين بطريقة لا يعرف مداها الا الله ، و أنه أهان المصريين و جعلهم لا يساون شيئاً بالنسبة لهم و لغيرهم ، كان من يستمع الي ما أقوله يتفق معي ، بل انه يبدأ في الدعاء علي الرئيس المخلوع ، بل و قد يتعدي الأمر الي السباب و التلفظ بألفاظ نابية تليق بشخص الرئيس و جرمه الذي ارتكبه في حق مصر و المصريين ، و لكن فجأة و بلا مقدمات و كأن مساً من جن و شياطيين أمن الدولة أو أمن الرئاسة قد مس محدثي فأوحي اليه ، فسرعاناً ما تتغير نبرته و تتبدل كلماته فيقول في نبرة قد أستطيع أن أصفها بالنبرة البلهاء التي تتقمص الحكمة ".......بس يا صاحبي ، أحنا منقدرشي ننكر أن الرجل ده صاحب الضربة الجوية الأولي ، و أن الرجل جنب مصر دخول الحرب لمدة ثلاثون سنة" طبعاً و بلا شك أن هاتان العبارتان أو بمعني أخر هذان السببان كانا يجعلاني أشعر بالدوار و الرغبة في القئ ، و اليائس من عقم الحوار. و كنت اسأل نفسي لماذا يقوم محدثي -الذي هو في الغالب صديقاً لي أو قريباً لي و يعيش نفس ظروفي التي لا تختلف عن ظروف أغلب أبناء هذا الشعب المغلوب علي أمره- يقوم بالدفاع عن مبارك بهذا الشكل؟؟؟ لماذا تتغير نبرته؟ و لماذا يتغير مايقوله بنسبة ١٨٠ درجة؟؟؟ هل طُلب منه هذا؟؟ هل ضغط عليه جهاز أمن الدولة الجبار الظالم؟؟هل طلب منه أحد من رئاسة الجمهورية أو رئاسة الأسرة الامباركية و أن يدافع عنهم و عن فرعونهم الكبير الظالم؟؟؟

كانت حيرتي تزداد و تزداد و تكثر الأسئلة و تعصف بذهني عندما أري أغلب الناس يفعل ما فعله محدثي ، حتي أمي، حتي أبي، حتي أكثر من عرفتهم من الناس أناس وقع عليهم ظلم مبارك بصورة مباشرة. ولقد شعرت بأنني علي وشك أن أفقد عقلي عندما أكتشفت أن أناس أخرون أعرفهم في دول أخري -النرويج التي أعيش فيها علي سبيل المثال- يقومون بالفعل ذاته، فكلما ناقشهم في قضية كبيرة وواضحة ، أتفقوا معي، ثم لا ينتظرون أكثر من ثلاث دقائق حتي ينطلقوا في الحديث مدافعيين عن الفاسديين الذين وراء القضية التي تحدثنا عنها و أتفقنا علي فسادهم و أجرامهم فيها!!!!! فيبدون في الدفاع و الدفاع عن النظام الواقف وراء الفساد حتي أنك لتظن أنهم جزءاً من هذا النظام. و لكن حيرتي توقفت و هدأت عواصف الأسئلة المتعجبة من فعلهم و أقوالهم حينما عرفت شيئاً عن علم الأستلزام أو نظرية الأستلزام

نظرية الأستلزام يا أصدقائي بأختصار كده أن أجهزة الدولة الأعلامية من أذاعة و تيلفزيون و صحف و مجلات و سينما و أجهزتها التربوية من مناهج دراسية و من قادة فكر و رأي مثل الكُتاب و الصحفيين تظل طوال اليوم تعمل علي إيصال معني معين تريده حتي يسكن في عقلك الباطن حتي يصبح جزءاً منك ، فاذا ما نظرت الي الواقع الذي دائماً ما يكون مخالفاً لهذا المعني ، و أراد عقلك الظاهر ان يناقش و يهاجم الواقع الذي تراه، فأن المعني الذي سكن في عقلك الباطن يهب يحطم كل ما يريد عقلك الظاهر أن يناقشه أو يهاجمه. لقد كان الأعلام المصري كله و بلا أستثناء يردد طول الوقت كلمة "صاحب الضربة الجوية الأولي" حتي أصبحت جزءاً من عقلنا الباطن، حتي أننا أختذلنا حرب العاشر من رمضان -٦ أكتوبر- الي مجرد ضربة جوية!!!!! و بالمثل كان الأعلام المصري يسبح بحكمة السيد الرئيس المخلوع أناء الليل و من أطراف النهار ، و يذكر لنا كيف انه جنبنا الحرب لمدة ثلاثون عاماً بالرغم أن ذلك كله كذباً، لقد عشنا ثلاثون عام في ظل قانون الطواري، و قانون الطواري تقريباً عبارة عن أقتصاد حرب ، بل أسوء. ففي أقتصاد الحرب توجه كل مصادر الدولة الي الجيش و المجهود الحربي لمواجهة العدو الخارجي، أما في ظل قانون الطواري فأن كل موارد الدولة توجه و تبتذل من خلال جهاز الشرطة الذي يستخدمها من أجل قمع أبناء الوطن و أرهابهم. و بالرغم من كل ذلك فلقد ظللنا ندافع عن مبارك و نظامه لأنهم نجحوا في تطبيق نظرية الأستلزام التي ألزمتنا بالدافع عن النظام

و بالمثل في دول العالم الأخري، ففي أمريكا ستجد أن كل الأمريكيين يقولون لك أن حربهم المجرمة في العراق و أفغانستان هي حرب من أجل تحرير الشعوب و تصدير الديمقراطية لهم و لجعلهم مجتمعات متحضرة، و كل ذلك كذباً و، أفتراء. و في النرويج هنا يقولون أن جنودهم في أفغانستان من أجل بناء مدارس للأطفال، و هذا إيضاً كذب و أفتراء. و في فرنسا سيقولون لك أنهم هناك من أجل تحرير المرأة.......كذب، كذب، كذب. أن الشعوب لا تكذب و لكنها تلتزم بالكذب، أما الكذابون فهم من يحكمون هذه الشعوب و يتحكمون فيها و يوجهونها كيفما شاءوا و إينما شاءوا و كل ذلك عن طريق نظرية الأستلزام. أصدقائي ، سأذكركم بحديث جميل لنبينا صلي الله عليه و سلم و أدعوا الله أن نلتزم كلنا به ، يقول النبي صلوات ربي عليه و تسليماته "لا تكونوا أمعة تقولون أن أحسن الناس أحسنا وأن أساؤوا أسأنا ولكن وطنوا أنفسكم على أن أحسنوا أن تحسنوا وأن أساؤوا أن لاتظلموا" صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم

No comments: