
سبتمبر يا شهر الألام و الأحزان ، أتراني أظلمك بمناداتي لك بهذا الاسم او اللقب؟؟ و كيف لي ان أظلمك و أنت جزءاً من الزمن خلقك الله ، و سخرك لنا. و لكنك دائما هكذا تأتي مخيفياً شيئاً ما تحت طواعية و في صحبتك الخريف الرمادي الكاره للجمال ، فيذهب الخريف الي الأشجار ليعريها من أوراقها و ليذبل و يقتل زهورها، بينما تقف انت أمامنا و تفتح جعبتك التي كنت تُخفيها تحت ذراعك فتوزع علينا من الآلام و الحزن و الإحساس بالوحدة و الغربة ما نستحق و ما لا نستحق ، و تلوح لنا برموز الموت الباردة و تشعرنا بان الموت يتربص بنا. انا اعرف ان الموت يتربص بنا و أعلم ان الموت مصيري كما هو مصير كل مخلوق او كائن، و لكن ارجو من اللع الا أموت في سبتمبر و لا في أياً من شهور الخريف الرمادي الكاره للجمال و الحياة والألوان. لا اريد ان أموت حزيناً ، غريباً ، وحيداً ، متالماً ، لا اريد ان أموت في وقتاً تذبل فيه الزهور و تجف فيه اوراق الشجر و تساقط ، و تسقط معها دموعنا و تنهمر من فرط أحزننا و آلامنا. اريد ان أموت في شهور الحب حيث الحركة و الحياة ، اريد ان أموت و الزهر ناضر من حوالي و الشمس تشرق و تبتسم للحياة في نشاط و حيوية ، اريد ان أموت في شهور يضحك الناس فيها و يمرحون ، فإذا انتبهوا لفراقي ، حزنوا قليلاً ثم رجعوا الي ضحكهم و مرحهم و نشاطهم مرة اخري ، لا اريد لصمت الخريف ولونه الرمادي ان يستغل حدث وفاتي يوماً ليحفر به ذكري تسكن في ذاكرة اهلي و أحبائي لسنين و تبث فيهم الجزع و الحزن وتجعل مني فجيعتهم الكبري. اريد ان يظل شروق الشمس و دف الحياة ولون الحياة الاخضر الملئ بالامل و الحيوية رموزا لذكري رحيلي و فراقي عنهم. هل فهمت هذا يا سبتمبر؟؟ هل وجدت لي عذراً عندما دعوتك يا شهر الألام و الأحزان؟؟ فليكتفي كلاً من بما فهمه و ادركه عن الآخر ، و ليحترم كلاً منا الآخر ، سلاماً عليك أيها الشهر المؤلم يا مصدر الأحزان
No comments:
Post a Comment