Sunday, November 13, 2011

صفحة من روايتي الأولي " بدأية النهاية "


كان الكثير من الحزن و بعض الغضب يتساقط من عيناه و هو يتسأل في نفسه ، “ كيف يحدث هذا في هذه الارض المباركة المقدسة؟! و لماذا؟؟ “ ولمح رفيقه تساقط الحزن و الحيرة و الغضب الذي لون عينيه باللون الأحمر، ذلك اللون الذي لونت به الطرقات بعد أنتهاء المجزرة الوحشية. فقال له رفيقه و هو يحاول ان يهدئ من روعه: “لا عليك يا رفيقي، غداً ستعتاد علي هذه المناظر”

قال له و عيناه تلمع فيها دموع غاضبة ثائرة تريد أن تقفز من مكانها : “ أعتاد رؤية هذه المناظر؟؟ أتسمي هذه مناظر؟؟؟ هذه جرائم وحشية لا ترتكب مثلها حتي الحيوانات في الغابة، أنها جرائم شيطانية!!، لا ، بل أن الشياطيين لتترفع عن ارتكاب مثل هذه الجرائم التي اُرتكبت!!! يالا العار، و يالا المصيبة؟؟”

رد عليه رفيقه و في صوته شيئاً من الثورة “ عن أي عارٌ تتحدث؟؟ و ما دخل الشياطيين و حيوانات الغابة فيما نتحدث فيه؟.....أننا هنا نكتب تاريخ و نصنع حضارة ” قاطعه و هو يقول : “تاريخ؟!! حضارة؟!!! لقد أبيدت القرية كلها......لقد أبدناها كلها ، فلم يبقي لهم ذكري لتحمل تاريخاً و لا روحاً كي تبني حضارة.”

أبتسم الرفيق أبتسامة شيطانية و هو يقول “ يا عزيزي، دعك من هذه الأدبيات و الرومانسيات، نحن نكتب تاريخنا نحن فقط و نصنع حضارتنا نحن فقط.” رد عليه و قد سالت الدموع من عيناه فاختلط بالكلمات التي يقولها : “ و لكن نكتب تاريخنا بدماء الأبرياء الذين قتلناهم هنا و ليس بحبر كما يُكتب التاريخ ، و سنبني حضارتنا بعظام هؤلاء الذين قتلناهم!!!..... تباً لنا و تباً لتاريخنا و لحضارتنا التي سنصنعها”

تنهد رفيقه و قال “ ليس الأمر هكذا يا رفيقي، ان التاريخ يكتب بالدم و العرق، دم الذين قتلناهم و عرقنا الذي بذلناه و نحن نقتلهم، و اما الحضارة فنصنعها نحن القتلة و لا ننكر مساعدة القتلي لنا ، فقتلهم كان ولادةً لحضارتنا و عظام رفاتهم ستكون مادة بناء لدولتنا”

أشاح الرجل بوجهه عنه و اسرع يهرب من هذا الرفيق المجنون ، و لم يكن لديه أدني شك من أن الشيطان ذات نفسه قد هرب من حديث الرجل اللانساني.

Saturday, November 12, 2011

قصة العابد و المجنون....قصة يجب أن تقرأها و تتأملها جيداً حتي تكون مجنوناً حقاً

"مر مجنون على عابد يناجي ربه وهو يبكي والدموع منهمرة على خديه وهو يقول : " ربي لا تدخلني النار فارحمني وأرفق بي يا رحيم يا رحمان لا تعذبني بالنار. إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار فارحمني وجلدي رقيق لا يستطيع تحمل حرارة النار فارحمني وعظمي دقيق لا يقوى على شدة النار فارحمني. "

ضحك المجنون بصوت مرتفع فالتفت إليه العابد قائلاً : ماذا يضحكك أيها المجنون ؟؟
قال له المجنون : كلامك أضحكني .
فسأله العابد : وماذا يضحكك فيه ؟
قال المجنون : لأنك تبكي خوفا من النار .
قال له العابد : وأنت ألا تخاف من النار ؟؟
قال المجنون : لا. لا أخاف من النار .
ضحك العابد وقال صحيح أنك مجنون .

قال المجنون : كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم رحمته وسعت كل شيء ؟
قال العابد : إن علي ذنوبا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار وإني ابكي كي يرحمني ويغفر لي ولا يحاسبني بعدله بل بفضله ولطفه ورحمته حتى لا أدخل النار ؟؟
هنالك ضحك المجنون بصوت أعلى من المرة السابقة. فانزعج العابد : وقال ما يضحكك ؟؟

قال المجنون : أيها العابد عندك رب عادل لا يجور وتخاف عدله ؟ عندك رب غفور رحيم تواب وتخاف ناره ؟؟

قال العابد : ألا تخاف من الله أيها المجنون؟
قال المجنون : بلى , إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره ..
تعجب العابد وقال : إذا لم يكن من ناره فمما خوفك ؟؟
قال المجنون : إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي "لماذا يا عبدي عصيتني ؟؟ " فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه. فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنه وأجيبه بلسان كاذب ، فإن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس .

تعجب العابد واخذ يفكر في كلام هذا المجنون. فقال له المجنون : أيها العابد سأقول لك سر فلا تذيعه لأحد.
فقال العابد : ما هو هذا السر أيها المجنون العاقل ؟
فقال المجنون : أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا ؟؟
فقال له العابد : لماذا إيها مجنون ؟
قال المجنون و إبتسامة تعلو وجهه : لأني عبدته حباً وشوقاً وأنت يا عابد عبدته خوفا وطمعاً
وظني به أفضل من ظنك ورجاءي منه أفضل من رجاءك فكن إيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو ، فإن موسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفىء بها فرجع بالنبوة
وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجنوناً.

قال المجنون هذه الجملة ثم ذهب و هو يضحك والعابد يبكي ويقول : لا اصدق أن هذا مجنون فهذا أعقل العقلاء وأنا المجنون الحقيقي فسوف اكتب كلامه بالدموع و كتب العابد : " كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو!.. فإن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلّمه الله تعالى فرجع نبيّا.. وخرجت ملكة سبأ كافرة، فأسلمت مع سليمان.. وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون، فرجعوا مؤمنين " ثم شدي العابد

إلهي كيف أنساك ولم تزل ذاكرني ؟؟

وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي ؟

اللهم اسألك رحمتك التى وسعت كل شي

Friday, November 11, 2011

ماذا تعرف عن علم الأستلزام؟؟؟


هل سبق لك أن سمعت عن هذه النظرية المسماه "بنظرية الأستلزام" أو "علم الأستلزام"؟؟؟؟؟ طبعاً لا ، لأن هذا العلم أو هذه النظرية من ندرتها أصبح الناس لا يعرفون معني الكلمة أو المصطلح ذات نفسه. و بالرغم من ذلك فأن هذه النظرية هي أكثر النظريات أستخداماً في زمننا هذا و في كل بلد في العالم. هل هذا يثير عجبكم و أستغرابكم؟ فلنشرح أذن

ما هو علم الأستلزام؟؟ علم الأستلزام أو نظرية الأستلزام هي استراتيجية ممنهجة تقوم بها الدول و الحكومات -جميع دول و حكومات العالم- لتجنيد عقول و ضمائر أبناء شعبها حتي تستطيع تحريكه حيثما أرادت و كيفما أرادت و في أي وقت أردت. و عندما تنجح الحكومات في ذلك تجعل المواطن العادي منقاداً لها و مدافعاً عنها دون أن يُطلب منه ذلك. و لعل نظرية الأستلزام بلغت من القدم ما يجعلنا لا نستطيع تحديد بدأية أستخدامها علي وجه الدقة ، و لكن من المؤكد أننا نستطيع الجزم بأن علم الأستلزام قد تبلور حتي أصبح في صورته الحالية من خلال أستلهام الذين طوروه من النظرية الجوبلزية -نسبة الي جوبلز وزير الدعاية في العصر النازي لهتلر- و الذي قال في نظريته "أكذب ، ثم أكذب ، ثم أكذب حتي يصدقك الناس" و ليس هناك شك ان هذه المقولة قد آثرت بصورة مباشرة في تطور نظرية الأستلزام

و يمكنني أن أقدم لكم بعض الأمثلة التي تشرح لكم هذه النظرية

كنت دائماً ما أشتبك في الحديث مع بعض أصدقائي أو معارفي أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ، حينما أذكر لهم أن هذا الرجل دمر مصر و المصريين بطريقة لا يعرف مداها الا الله ، و أنه أهان المصريين و جعلهم لا يساون شيئاً بالنسبة لهم و لغيرهم ، كان من يستمع الي ما أقوله يتفق معي ، بل انه يبدأ في الدعاء علي الرئيس المخلوع ، بل و قد يتعدي الأمر الي السباب و التلفظ بألفاظ نابية تليق بشخص الرئيس و جرمه الذي ارتكبه في حق مصر و المصريين ، و لكن فجأة و بلا مقدمات و كأن مساً من جن و شياطيين أمن الدولة أو أمن الرئاسة قد مس محدثي فأوحي اليه ، فسرعاناً ما تتغير نبرته و تتبدل كلماته فيقول في نبرة قد أستطيع أن أصفها بالنبرة البلهاء التي تتقمص الحكمة ".......بس يا صاحبي ، أحنا منقدرشي ننكر أن الرجل ده صاحب الضربة الجوية الأولي ، و أن الرجل جنب مصر دخول الحرب لمدة ثلاثون سنة" طبعاً و بلا شك أن هاتان العبارتان أو بمعني أخر هذان السببان كانا يجعلاني أشعر بالدوار و الرغبة في القئ ، و اليائس من عقم الحوار. و كنت اسأل نفسي لماذا يقوم محدثي -الذي هو في الغالب صديقاً لي أو قريباً لي و يعيش نفس ظروفي التي لا تختلف عن ظروف أغلب أبناء هذا الشعب المغلوب علي أمره- يقوم بالدفاع عن مبارك بهذا الشكل؟؟؟ لماذا تتغير نبرته؟ و لماذا يتغير مايقوله بنسبة ١٨٠ درجة؟؟؟ هل طُلب منه هذا؟؟ هل ضغط عليه جهاز أمن الدولة الجبار الظالم؟؟هل طلب منه أحد من رئاسة الجمهورية أو رئاسة الأسرة الامباركية و أن يدافع عنهم و عن فرعونهم الكبير الظالم؟؟؟

كانت حيرتي تزداد و تزداد و تكثر الأسئلة و تعصف بذهني عندما أري أغلب الناس يفعل ما فعله محدثي ، حتي أمي، حتي أبي، حتي أكثر من عرفتهم من الناس أناس وقع عليهم ظلم مبارك بصورة مباشرة. ولقد شعرت بأنني علي وشك أن أفقد عقلي عندما أكتشفت أن أناس أخرون أعرفهم في دول أخري -النرويج التي أعيش فيها علي سبيل المثال- يقومون بالفعل ذاته، فكلما ناقشهم في قضية كبيرة وواضحة ، أتفقوا معي، ثم لا ينتظرون أكثر من ثلاث دقائق حتي ينطلقوا في الحديث مدافعيين عن الفاسديين الذين وراء القضية التي تحدثنا عنها و أتفقنا علي فسادهم و أجرامهم فيها!!!!! فيبدون في الدفاع و الدفاع عن النظام الواقف وراء الفساد حتي أنك لتظن أنهم جزءاً من هذا النظام. و لكن حيرتي توقفت و هدأت عواصف الأسئلة المتعجبة من فعلهم و أقوالهم حينما عرفت شيئاً عن علم الأستلزام أو نظرية الأستلزام

نظرية الأستلزام يا أصدقائي بأختصار كده أن أجهزة الدولة الأعلامية من أذاعة و تيلفزيون و صحف و مجلات و سينما و أجهزتها التربوية من مناهج دراسية و من قادة فكر و رأي مثل الكُتاب و الصحفيين تظل طوال اليوم تعمل علي إيصال معني معين تريده حتي يسكن في عقلك الباطن حتي يصبح جزءاً منك ، فاذا ما نظرت الي الواقع الذي دائماً ما يكون مخالفاً لهذا المعني ، و أراد عقلك الظاهر ان يناقش و يهاجم الواقع الذي تراه، فأن المعني الذي سكن في عقلك الباطن يهب يحطم كل ما يريد عقلك الظاهر أن يناقشه أو يهاجمه. لقد كان الأعلام المصري كله و بلا أستثناء يردد طول الوقت كلمة "صاحب الضربة الجوية الأولي" حتي أصبحت جزءاً من عقلنا الباطن، حتي أننا أختذلنا حرب العاشر من رمضان -٦ أكتوبر- الي مجرد ضربة جوية!!!!! و بالمثل كان الأعلام المصري يسبح بحكمة السيد الرئيس المخلوع أناء الليل و من أطراف النهار ، و يذكر لنا كيف انه جنبنا الحرب لمدة ثلاثون عاماً بالرغم أن ذلك كله كذباً، لقد عشنا ثلاثون عام في ظل قانون الطواري، و قانون الطواري تقريباً عبارة عن أقتصاد حرب ، بل أسوء. ففي أقتصاد الحرب توجه كل مصادر الدولة الي الجيش و المجهود الحربي لمواجهة العدو الخارجي، أما في ظل قانون الطواري فأن كل موارد الدولة توجه و تبتذل من خلال جهاز الشرطة الذي يستخدمها من أجل قمع أبناء الوطن و أرهابهم. و بالرغم من كل ذلك فلقد ظللنا ندافع عن مبارك و نظامه لأنهم نجحوا في تطبيق نظرية الأستلزام التي ألزمتنا بالدافع عن النظام

و بالمثل في دول العالم الأخري، ففي أمريكا ستجد أن كل الأمريكيين يقولون لك أن حربهم المجرمة في العراق و أفغانستان هي حرب من أجل تحرير الشعوب و تصدير الديمقراطية لهم و لجعلهم مجتمعات متحضرة، و كل ذلك كذباً و، أفتراء. و في النرويج هنا يقولون أن جنودهم في أفغانستان من أجل بناء مدارس للأطفال، و هذا إيضاً كذب و أفتراء. و في فرنسا سيقولون لك أنهم هناك من أجل تحرير المرأة.......كذب، كذب، كذب. أن الشعوب لا تكذب و لكنها تلتزم بالكذب، أما الكذابون فهم من يحكمون هذه الشعوب و يتحكمون فيها و يوجهونها كيفما شاءوا و إينما شاءوا و كل ذلك عن طريق نظرية الأستلزام. أصدقائي ، سأذكركم بحديث جميل لنبينا صلي الله عليه و سلم و أدعوا الله أن نلتزم كلنا به ، يقول النبي صلوات ربي عليه و تسليماته "لا تكونوا أمعة تقولون أن أحسن الناس أحسنا وأن أساؤوا أسأنا ولكن وطنوا أنفسكم على أن أحسنوا أن تحسنوا وأن أساؤوا أن لاتظلموا" صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم